القيادة الحقيقية لا تتعلق بالألقاب، بل تتعلق بالتأثير والمرونة والاستمرارية. خلال رحلتي في تأسيس وقيادة مجموعة أعمال متعددة القطاعات في أكثر من ٢٠ دولة، أدركت أن التأثير الحقيقي لا ينتج عن لفتة واحدة ضخمة، بل من عادات صغيرة ومقصودة يتم تكرارها بوعي يومًا بعد يوم.
فيما يلي أشارك ١٠ عادات رئيسية ساعدتني في بناء مساري — وأؤمن أنها صالحة لأي رائد أعمال أو مدير تنفيذي طموح يسعى إلى قيادة مؤثرة وبصمة دائمة.
ابدأ باكرًا وفكّر على المدى البعيد
كل يوم فعّال يبدأ من الليلة التي تسبقه. الاستيقاظ الباكر لا يعني فقط امتلاك الوقت، بل امتلاك الذهنية المناسبة. يمنحني هذا وقتًا هادئًا للتفكير الاستراتيجي قبل أن تبدأ ضوضاء اليوم. التفكير بعيد المدى مهارة لا تُكتسب إلا بالممارسة اليومية.
خصص وقتًا للتركيز العميق
التشتت هو العدو الأول للتميّز. أخصص يوميًا من ٦٠ إلى ٩٠ دقيقة للعمل العميق — بدون هاتف، أو بريد إلكتروني، أو اجتماعات. سواء كنت أراجع خطة توسع أو أقيّم فرصة استثمارية، فإن الإنجازات الحقيقية تُبنى في هذا الوقت.
ابقَ قريبًا من الواقع
سواء في لقاء مع فريق ميداني، أو زيارة مصنع، أو مراجعة تقرير سوق محلي — القائد لا يبتعد عن أرض الواقع. الرؤية العالية يجب أن تُبنى على فهم حقيقي لما يحدث على الأرض.
احمِ طاقتك كما تحمي رأس المال
الطاقة مورد محدود. أستثمر في صحتي وأحمي جدولي بإصرار. تعلمت قول “لا” — ليس للأشخاص فحسب، بل للفرص التي لا تتوافق مع مهمتنا. التركيز يولّد القوة.
راجع دائرتك المقربة
من تحيط نفسك بهم يشكّل رؤيتك وتنفيذك. أراجع بانتظام دائرتي الداخلية: هل هؤلاء الأشخاص يتحدونني ويصقلون فكري ويُلزمونني بمستوى أعلى؟ إذا لم يكن الأمر كذلك، أُعيد ترتيب المشهد.
خصص وقتًا للعزلة
الضجيج هو القاعدة… أما الصمت فهو السلاح. أقضي وقتًا في التأمل — أحيانًا مع دفتر يوميات، وأحيانًا خلال مشي طويل. العديد من أفضل قراراتي برزت من الصمت، وليس من الاجتماعات.
تعلّم من القطاعات الأخرى
بصفتي رائد أعمال في الطاقة والبنية التحتية، أدرس باستمرار مجالات كالتكنولوجيا والتصميم وحتى الترفيه. غالبًا ما يأتي الابتكار من الأطراف وليس من المركز. التفكير عبر القطاعات المختلفة قوة خارقة لا يُستهان بها.
فكّر بمنظومات وليس مجرد مهام
في بدايات مسيرتي، كنت أركز على قوائم المهام. الآن أبني منظومات عمل. المنظومة القوية يمكنها أن تعمل دون وجودك. سواء كان ذلك في عملية التوظيف، أو ماكينة التسويق، أو آلية استقبال العملاء — المنظومات قابلة للتوسع، أما المهام فلا.
قدْ بالمبادئ وليس فقط بالأهداف
الأهداف مهمة، لكنها تتغير. المبادئ ثابتة. النزاهة والشفافية والقيمة طويلة المدى — هذه ثوابت غير قابلة للتفاوض تبقيك راسخًا عندما تتغير الظروف. بدون مبادئ، يكون النجاح مؤقتًا.
لا تتوقف عن التوجيه والإرشاد
القائد لا يُقاس فقط بما يبنيه، بل بمن يطوّره. أخصص وقتًا لتوجيه الشباب ورواد الأعمال والمديرين في فريقي. عندما ترفع الآخرين، يتضاعف تأثيرك.
الخلاصة
لا توجد معادلة واحدة تناسب الجميع للقيادة. لكن هذه العادات — المرتكزة على الثبات والوضوح والغاية — ساعدتني في اجتياز مراحل النمو والتعثّر وإعادة الابتكار.
إذا كنت تطمح ألا تكون مجرد رائد أعمال ناجح، بل تحوليًا ومؤثرًا بحق — فابدأ من هنا. ابنِ العادات التي تبني أثرًا يدوم.