بسبب الآثار البيئية قد يكون النهج الجديد والأكثر استدامة خياراً مرغوباً فيه في منطقة الشرق الأوسط والعراق. وفي الوقت الراهن، فإن الأسلوب الأكثر رواجاً والذي من شأنه أن يحل محل عمليات تحلية المياه التقليدية المستهلكة للطاقة هي محطات الطاقة الشمسية المركزة (CSP). وتتضمن الطرق الأخرى لتحلية المياه باستخدام الطاقة المتجددة، الطاقة الشمسية الحرارية والطاقة المستمدة من الرياح . تعمل محطات الطاقة الشمسية المركزة عن طريق استخدام المرايا الكبيرة التي يتم وضعها في حقل لإلتقاط أشعة الشمس وعكسها على عناصر مستقبلة التي تعمل على تضخيم الحرارة بنسبة تصل إلى 100 مرة. يمكن استخدام هذا في دورة الطاقة الحرارية من خلال توربينات البخار أو توربينات الغاز. كما يمكن أن تعمل محطات الطاقة الشمسية المركزة بواسطة الوقود الأحفوري، مما يسمح لها بتلبية الطلب.
تحلية المياه بالطاقة الشمسية
تعتبر كل من الجزائر وليبيا وقطر والمملكة العربية السعودية والكويت والإمارات العربية المتحدة من أكبر المستهلكين لمحطات الطاقة الشمسية المركزة. وقعّت الإمارات العربية المتحدة والصين اتفاقاً للتعاون لزيادة استخدام الطاقة المتجددة في عملية تحلية مياه البحر. يتمثل الهدف في الحدّ من استهلاك الطاقة
بما نسبته 40%. الطاقة الشمسية المركزة خيار مناسب وقابل للتطبيق لمحطات تحلية المياه على نطاق صناعي التي تتطلب المزيد من الكهرباء والسوائل ذات الحرارة المرتفعة. إنّ منطقة الشرق الأوسط وشمال افريقيا أكثر من مناسبة للتقنيات التي تستخدم الطاقة الشمسية نظراً لوفرة الإمكانات. ووفقاً لجمعية الشرق الأوسط لصناعات الطاقة الشمسية، تم إنجاز رقم قياسي في عام 2014 في عدد مشاريع الطاقة الشمسية في منطقة الشرق الأوسط بطاقة إجمالية قدرها 294 ميجاواط. هذا النوع من تحلية المياه صديق للبيئة، ويمكن اعتباره مصدراً ثابتاً للطاقة.
وقد بدأت العديد من البلدان الأخرى في المنطقة مثل مصر والمغرب وتونس تنفيذ مشاريع كبيرة لمحطات الطاقة الشمسية المركزة. أحد المشاريع هو سلسلة من مزارع الطاقة الشمسية التي تمتد عبر المنطقة. يمتلك المغرب الإمكانية ليصبح رائداً في المنطقة مع بناء محطة الطاقة الشمسية الضخمة في ورزازات، التي ستسخدم جزئياً لأغراض تحلية المياه. يتم تنفيذ هذا المشروع تحت مظلة ديزيرتيك، إلى جانب بناء محطة تونور للطاقة الشمسية في تونس، التي تمت الموافقة عليها في عام 2012. سيتم تنفيذ أحدث هذه المشاريع في قطر، حيث أعلنت مجموعة مونسون عن إنشاء محطة آلية جديدة لتحلية المياه بالطاقة المتجددة باستهلاك منخفض للطاقة.
بالنظر إلى التوسع السريع في عدد السكان، والتحضر، وتغير المناخ، ستعتمد دول منطقة الشرق الأوسط بشكلٍ أكبر على تحلية المياه باعتبارها وسيلة لتلبية الطلب المتزايد على المياه العذبة. وبسبب الآثار الخطيرة لتحلية المياه على البيئة، فضلاً عن التكلفة العالية لبناء واستخدام محطات التحلية، فمن المحتمل أنّ الحلول الأكثر استدامة، مثل الطاقة الشمسية المركزة، ستكون حلاً واعداً للعديد من البلدان في منطقة الشرق الأوسط..